هكذا كان يقول لها سعيد ؛ بعد يوم كامل كد وتعب فيه ، ولم يعد إليها إلا بالقليل من المال ، فتربت علي كتفه بحنو ، لذا فكرت أن تأخذ من أمها دورها في الجمعية التي كان يدفعها زوجها بالكاد ، وهي تمنيه بأن يصبح مالكا للسيارة ، علي سن ورمح ، وقتها ضمها إلى صدره حتى كادت أن تختنق ، ونظرت إلى البيت الفارغ من حولهما ، وهي ترى فيه وليدها الذي لم تحمله أحشاؤها بعد..
راح يوجهها حتى عبرت الصالون المذهب الذي يفصل الصالة إلى نصفين ، كادا يدخلان إلى البلكونة المطلة على شارع حارتهم الواسع . قبل أن يرفع يديه عن عينيها ، فر النور من الحارة كلها ، فسادها ظلام دامس ، عقبه نعاق بوم لم تعهده الحارة من قبل ، انقبض قلبها فحاولت أن تستثمر هذه اللحظات ، وطمأنت نفسها بأنها قد رأت هيكلا لسيارة عادية تقف أمام مدخل العمارة ، فازدادت التصاقا بسعيد الذي راح يتلمس جسدها في حنو فألقت برأسها علي كتفه ، وهدوء الشارع يساعدهما علي استمرار تلك الحالة
- مبروك علينا.
وهو يطبع قبلات متتالية علي رقبتها الملساء
وش السعد
- أخبرها بأنه كتبها باسمها ، كما اشترطت عليه أمها ، حتي توافق علي إعطائه الجمعية بدلا منها . ودعا الله أن يرزقهما الذرية الصالحة ، فسألته وداد عن أمها ، فخفت صوته قليلا وهو يقول لها : أن الجمعية كانت ناقصة نفرين . ضمها أكثر إليه محاولا لف جسدها كله ، حتي أصبحت في مواجهته تمام ، ضربت بعض النسائم العليلة الحارة فطالتهما . تزايد صوت نعاق البوم ، وراح يتردد صدي صوته في جنبات الحارة . انتفضت وداد وهي تتململ بين أحضان سعيد
ـ الجمعية كفت ؟
- ناقصة نفرين قلت لك
- لما تشتغل تسدد أقساطها
- سألته عن نوعها فسكت وهو يداعب شحمة أذنها وخديها ، في ومضة خاطفة جاء معها النور فرأى لمعة في عينيها وحمرة في وجنتيها لم يرهما من قبل ، ثم راح الضوء مرة أخرى فعادت وداد ، وهي تستند بذراعيها على سور البلكونة
- هي كام كرسي؟
- كرسيين بس!!
خفت الصوت من الحارة وعاد إليها هدوءها مرة أخرى ، وفجأة عاد النور يغمر الحارة ، فتعالت صيحات الأطفال مهللين فرحيين : هيه.. هيه.
أسرع بوضع يديه على عينيها فيما راح يرفعهما ببطء ، لحظات تأكدت فيها وداد من الهيكل الموجود أسفل العمارة ، ومكبر الصوت الموجود أعلاه ، كانت سيارة لدفن الموتى . صدمة أطاحت بتماسكها ، وجمت لدقائق ثم انطلقت صرخاتها ترج الحارة رجا ، وقد غلبت في كآبتها نعيق البوم.
***
طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
@elfaycalnews
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien: