wrapper

السبت 18 ماي 2024

مختصرات :

*بقلم: السيد شليل | مصر

 

ندبت وداد حظها التعس ، وجلست في مكانها على الأرض أمام البلكونة ، في مواجهة سعيد ، وهي تنظر إليه غيظا!! 
توهمت عندما تفاجأت به أمامها في المطبخ ، وقد بدت عليه ملامح السعادة واضحة ، ولما وضع يديه علي عينيها ، ومشت معه ، تصورت أنه ربما يعيدها بهذا التصرف إلى أيام الخطوبة ، بعنفوانها ومفاجأتها الحلوة ، وأيقنت أنه بالتأكيد ، بعد حصوله على الجمعية من أمها حقق حلمه واشتري السيارة التي يتمناها فالعمل عند الناس مذلة!!


هكذا كان يقول لها سعيد ؛ بعد يوم كامل كد وتعب فيه ، ولم يعد إليها إلا بالقليل من المال ، فتربت علي كتفه بحنو ، لذا فكرت أن تأخذ من أمها دورها في الجمعية التي كان يدفعها زوجها بالكاد ، وهي تمنيه بأن يصبح مالكا للسيارة ، علي سن ورمح ، وقتها ضمها إلى صدره حتى كادت أن تختنق ، ونظرت إلى البيت الفارغ من حولهما ، وهي ترى فيه وليدها الذي لم تحمله أحشاؤها بعد..
راح يوجهها حتى عبرت الصالون المذهب الذي يفصل الصالة إلى نصفين ، كادا يدخلان إلى البلكونة المطلة على شارع حارتهم الواسع . قبل أن يرفع يديه عن عينيها ، فر النور من الحارة كلها ، فسادها ظلام دامس ، عقبه نعاق بوم لم تعهده الحارة من قبل ، انقبض قلبها فحاولت أن تستثمر هذه اللحظات ، وطمأنت نفسها بأنها قد رأت هيكلا لسيارة عادية تقف أمام مدخل العمارة ، فازدادت التصاقا بسعيد الذي راح يتلمس جسدها في حنو فألقت برأسها علي كتفه ، وهدوء الشارع يساعدهما علي استمرار تلك الحالة
 - مبروك علينا.
وهو يطبع قبلات متتالية علي رقبتها الملساء
 وش السعد 

- 
أخبرها بأنه كتبها باسمها ، كما اشترطت عليه أمها ، حتي توافق علي إعطائه الجمعية بدلا منها . ودعا الله أن يرزقهما الذرية الصالحة ، فسألته وداد عن أمها ، فخفت صوته قليلا وهو يقول لها : أن الجمعية كانت ناقصة نفرين .
ضمها أكثر إليه محاولا لف جسدها كله ، حتي أصبحت في مواجهته تمام ، ضربت بعض النسائم العليلة الحارة فطالتهما . تزايد صوت نعاق البوم ، وراح يتردد صدي صوته في جنبات الحارة . انتفضت وداد وهي تتململ بين أحضان سعيد

ـ
 الجمعية كفت ؟

-
 ناقصة نفرين قلت لك

-
 لما تشتغل تسدد أقساطها

- 
سألته عن نوعها فسكت وهو يداعب شحمة أذنها وخديها ، في ومضة خاطفة جاء معها النور فرأى لمعة في عينيها وحمرة في وجنتيها لم يرهما من قبل ، ثم راح الضوء مرة أخرى فعادت وداد ، وهي تستند بذراعيها على سور البلكونة 


- هي كام كرسي؟


- كرسيين بس!!
خفت الصوت من الحارة وعاد إليها هدوءها مرة أخرى ، وفجأة عاد النور يغمر الحارة ، فتعالت صيحات الأطفال مهللين فرحيين : هيه.. هيه. 
أسرع بوضع يديه على عينيها فيما راح يرفعهما ببطء ، لحظات تأكدت فيها وداد من الهيكل الموجود أسفل العمارة ، ومكبر الصوت الموجود أعلاه ، كانت سيارة لدفن الموتى . صدمة أطاحت بتماسكها ، وجمت لدقائق ثم انطلقت صرخاتها ترج الحارة رجا ، وقد غلبت في كآبتها نعيق البوم.

 ***

‎طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصري الكلمة الحرة و العدل:
‏: https://www.facebook.com/khelfaoui2/
‪‪@elfaycalnews‬‬
- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice cliquez sur ce lien:

آخر تعديل على الأحد, 25 شباط/فبراير 2018

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :